أصحاب السعادة، الضيوف المحترمين، أيها السيدات والسادة
صباح الخير، ومرحبا بكم في واحدة من الفعاليات القطرية في كندا. إنه لشرف كبير لي أن اقف أماكام اليوم في الذكرى الرابعة لتأسيس المكتب التمثيلي لبنك الدوحة في تورنتو.
وأتقدم بالشكر إلى زميلي د. سيثارمان، الرئيس التنفيذي لبنك الدوحة، على منحي هذه الفرصة لاستعراض أهمية العلاقات الثنائية بين قطر وكندا، بالإضافة إلى آخر التطورات في منطقة الخليج.
لقد شهدت العلاقات القطرية الكندية خطوات ايجابيه نحو الأمام، وأنا على ثقة أن هذا التقدم سيستمر بشكل إيجابي ومثمر. بلغ عدد المواطنين الكنديين الذين يعيشون ويعملون في قطر نحو 9000 مواطن، كما يوجد حاليا نحو 110 شركة كندية تعمل في قطر، هذا بالإضافة إلى كلية "نورث اتلانتك" ومدرسة التمريض التابعة لجامعة كالغاري واللذان يعملان في الدوحة منذ أكثر من عقد من الزمن. كما زار كندا مؤخرا أربع وزراء قطريين من ضمنهم الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار. نحن نعمل مع زملائنا الكنديين على المستوى الفيدرالي والإقليمي من أجل تذليل الصعوبات وزيادة مجالات التبادل التجارية والاستثمار بين البلدين.
أيها السيدات والسادة، منذ نحو أربعة أشهر، فرضت ثلاث دول مجاورة حصارا اقتصاديا تحت ذرائع واهية محاولةً تقويض مكانة قطر الإقتصادية كدولة ذات سيادة، ومع ذلك فقد تكيف الاقتصاد القطري بسرعة مع الظروف الجديد.
فبعزم صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، والمواطنين القطريين وكل المقيمين في دولة قطر تمكنا من كسر الحصار، من خلال تفعيل استراتيجيات وخطط استباقية، وضعت منذ عدة سنين لمواجهة أي أزمة محلية أو إقليمية أو دولية. لقد حافظت هذه الجهود على وقع الحياة اليومية في قطر من خلال إيجاد أسواق بديلة للسلع التي كانت تستورد من دول الحصار. في الواقع بعد فرض الحصار غير القانوني، عززت قطر من قوتها وأمنها الاقتصادي واستقلاليتها أكثر من أي وقت مضى، ونجحت في تأسيس طرق تجارة بديلة مع عدد من المناطق الاستراتيجية حول العالم.
وبهذه المناسبة، أود أن أسلط الضوء على التقرير الذي صدر مؤخرا عن صندوق النقد الدولي، والذي أكد أن القطاع المصرفي القطري لا يزال قويا، وذلك بفضل رأس المال الكبير والأصول الكبيرة التي يملكها. حيث تبقى قطر واحدة من أكثر الأسواق جاذبية للمستثمرين.
واستفادت قطر من مطار حمد الدولي والخطوط الجوية القطرية لضمان تدفق البضائع بإنسيابية معتادة من أكثر من 150 وجه حول العالم. علاوة على ذلك، فأن قطر قد افتتحت ميناء حمد البحري الشهر الماضي، والذي يأتي ضمن استراتيجية واسعة تهدف إلى ضمان استمرارية تدفق البضائع والمنتجات إلى الأسواق المحلية وبذات المستوى الذي كان موجود قبل الأزمة. نحن لانزال نعتقد بأن هذا المشروع سيجعل دولة قطر مركز تجاري مهم في المنطقة للاستيراد والتصدير.
لقد اتاحت قطر المستثمرين غير القطريين فرصة اقامة مشاريعهم الاستثمارية في مجالات اقتصادية متنوعة، الأمر الذي أدى إلى استفادة القطاع الخاص القطري بالتعاون مع المستثمرين الاجانب في تنمية قطاعات غير نفطية، مع زيادة التركيز على تنويع النشاط الاقتصادي.
ومن هنا، أرغب بدعوة أصدقائي الكنديين لإغتنام هذه الفرص الواعدة وتحديدا المساهمة في المشاريع الجديدة لكأس العالم 2022، والقيام بتأسيس استثماراتهم في دولة قطر.
أن التدابير التي اتخذتها مؤخرا حكومتنا تهدف إلى دعم استمرار الاستثمار وتعزيز الحوافز للشركات الخاصة والمستثمرين الاجانب الذين يتطلعون لتوسيع أعمالهم في المنطقة.
أسمحوا لي أن اختتم بالقول أن لمكاتب بنك الدوحة في تورنتو دور حيوي في بناء جسور التواصل بين رجال الأعمال في مختلف الدول.
وإن هذه الفعالية التي تجري اليوم هي ملتقى أعمال جمع الموظفين الحكوميين مع كبريات الشركات متعددة الجنسيات من أجل تعزيز التجارة والاستثمار في كل من دولة قطر وكندا.
شكرا جزيلا.